سورة الجاثية - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الجاثية)


        


{فَأَمَّا الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِى رَحْمَتِهِ} التي من جملتها الجنة. {ذَلِكَ هُوَ الفوز المبين} الظاهر لخلوصه عن الشوائب.
{وَأَمَّا الذين كَفَرُواْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءاياتى تتلى عَلَيْكُمْ} أي فيقال لهم ألم يأتكم رسلي {أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ}، فحذف القول والمعطوف عليه اكتفاء بالمقصود واستغناء بالقرينة. {فاستكبرتم} عن الإِيمان بها. {وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ} عادتكم الإِجرام.
{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ الله} يحتمل الموعود به والمصدر. {حَقّ} كائن هو أو متعلقه لا محالة: {والساعة لاَ رَيْبَ فِيهَا} إفراد للمقصود، وقرأ حمزة بالنصب عطفاً على اسم إن. {قُلْتُم مَّا نَدْرِى مَا الساعة} أي شيء الساعة استغراباً لها. {إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً} أصله نظن ظناً فأدخل حرفا النفي والاستثناء لإثبات الظن ونفي ما عداه كأنه قال: ما نحن نظن ظناً، أو لنفي ظنهم فيما سوى ذلك مبالغة ثم أكده بقوله: {وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} أي لإِمكانه، ولعل ذلك قول بعضهم تحيروا بين ما سمعوا من آبائهم وما تليت عليهم من الآيات في أمر الساعة.
{وَبَدَا لَهُمْ} ظهر لهم. {سَيّئَاتُ مَا عَمِلُواْ} على ما كانت عليه بأن عرفوا قبحها وعاينوا وخامة عاقبتها، أو جزاءها. {وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ} وهو الجزاء.
{وَقِيلَ اليوم نَنسَاكُمْ} نترككم في العذاب ترك ما ينسى. {كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هذا} كما تركتم عدته ولم تبالوا به، وإضافة لقاء إلى يوم إضافة المصدر إلى ظرفه. {وَمَأْوَاكُمُ النار وَمَا لَكُمْ مّن ناصرين} يخلصونكم منها.
{ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتخذتم ءايات الله هُزُواً} استهزأتم بها ولم تتفكروا فيها. {وَغَرَّتْكُمُ الحياة الدنيا} فحسبتم أن لا حياة سواها. {فاليوم لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا} وقرأ حمزة والكسائي بفتح الياء وضم الراء. {وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} لا يطلب منهم أن يعتبوا ربهم أي يرضوه لفوات أوانه.
{فَلِلَّهِ الحمد رَبّ السموات وَرَبّ الأرض رَبّ العالمين} إذا لكل نعمة منه ودال على كمال قدرته. {وَلَهُ الكبرياء فِى السموات والأرض} إذ ظهر فيها آثارها. {وَهُوَ العزيز} الذي لا يغلب. {الحكيم} فيما قدر وقضى فاحمدوه وكبروه وأطيعوا له. عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حم الجاثية ستر الله عورته وسكن روعته يوم الحساب».

1 | 2